احيانا توجد لدينا اشياء بسيطة نستصغرها و احيانا نحقر من شانها ولا نعرف قيمتها الا بعد فقدانها
لذا وددت ان اقص عليكم قصة حكتها لي امي يوما

يحكى انه في قديم الزمان وجد ملك رزق بثلاث بنات كان يحبهن الى اقصى الدرجات و لم يكن يتخيل حياته من دونهن
كبرن و ترعرعن في كنف حنانه و عطفه و حبه كبر لهن مع كبرهن
لكنه تساءل يا ترى هل حبهن لي بنفس درجة حب ابيهن فقرر ان يجمعهن و يسالهن
فسالهن"حبيباتي ما هو مقدار حبكن لي"
الكبرى"اكثر من كنوز الدنيا اكثر مما فيها"
الوسطى"اكثر من اختي مرتين اكثر من الاكوان"
الصغرى"اكثر من الخبز و الملح"
اندهش
الملك و غضب و جن جنونه و في لحظة غضبه طرد الاميرة الصغيرة من القصر
قائلا كبرتك و تعبت عليك و و لتحبينني اكثر من الخبز و الملح اخرجي من
امامي و من حياتي و من القصر
خرجت المسكينة و هي ترتعد و خائفة لانها لم تخرج من القصر يوما لوحدها و لا تعرف المكان بقيت تمشي و تمشي
فجاة خرج امامها فارس فاخدت بالبكاء ترجل عن حصانه و اخد يطمنها و يخفف عنها
ثم سالها عن سبب حالها السيء فاخبرته بقصتها و انها لم تعد تملك ماوى تذهب اليه
حينها اخبرها انه امير للمملكة الفلانية فاخدها معه و مع مضي الايام تعلق بها و تزوجها
مرت عدة سنين
توج
الامير بلقب الملك و اصبح حاكما لامبراطوريته فعزم ان يحظر لمادبة و يدعو
فيها كل ملوك البلاد و دعى والد زوجته على راسهم الذي انقطعت عنه اخبار
ابنته
حظر كل انواع الماكولات و اشهاها و انذرها و لكن حذر الخدم
تحذيرا صارما انه لا يريد ذرة ملح في الطعام كما انه لا يريد على الطاولة
ولا قطعة خبز
دخل الملوك وتوجهوا الى سفرة المادبة و دهشوا مما راوه و حاروا من فخامة المادبة
بداوا الاكل لكن كل من يبدا بالاكل لا يكمل
فسالهم صاحب الدعوة مالكم لا تاكلون الم يعجبكم الطعام فاجابه حماه الذي لا يعرف هوية المضيف بعد
مع
احتراماتي كل شيء رائع لكن ينقص شيئان لن يستغني عنهما المرء بكنوز الدنيا
هما الملح و الخبز والله لو اكلت حبة بطاطا مملحة بالخبز افضل عندي من كل
هذا
فاجابه قائلا انا اعرف شخصا طرد ابنته لانها قالت له انها تحبه اكثر من الملح و الخبز
فانفجر الملك باكيا و هنا خرجت ابنته و قبلت يداه فطلب الغفران و عاشوا بسعادة


اخوتي و احبتي
كل شيء منحن الله لنا مهما كان بسيطا
فهو هام و ضروري ولا يمكن الاستغناء عنه
لذا لا تستصغروا نعمكم لكي لا تجدوا انفسكم يوما
تبكون فقدانها